azeddine
Messages : 1 Date d'inscription : 05/10/2010 Age : 35 Localisation : Tanger
| Sujet: البيزوطاج و النِيَّة المبيتَّة Mer 6 Oct - 20:35 | |
| بقلم الطالب: زكرياء الأحمدي في إحدى السجون الأمريكية المخصصة للمجرمين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة، يحكم عليهم على إثر ذلك بمدد طويلة، و امتثالاً لنظام السجن يجرّد السجين من جميع الوسائل التي يمكن أن ينتحر بها أو يقتل بها و منها الحزام، فيظل سرواله المسكين نازلا مسافة لا يمكن أن نقول عنها بالبعيدة أو القصيرة ، المؤكد في الأمر انه نازل...فيقضي السجين مدته على تلك الحالة، ومع تعوده كل هذه السنين أن يبقى بدونها يعجز عن ارتدائها بعد خروجه من السجن، فصار يعرفه العام و الخاص في الشوارع بسرواله النازل و صار البعض يقلدونهم في أسلوب لباسهم رغبة منهم في الحصول على بعض الهيبة و الخوف اللذان يحظيان به داخل المجتمع ثم عمت الفكرة أمريكا بكاملها و انتقلت لأوروبا لتصلنا أخيرا تحت مسمى "الموضة الجديدة". قد يستغرب البعض ما علاقة هذه القصة بموضوع البيزوطاج؟ فأقول أنهما وجهان لعملة واحدة، عملة التقليد الأصم الأعمى و عملة استعباد فكر و شعب، و طبعا تختلف أساليب الاستعباد باختلاف المكان "فلكل مقام مقال" فالشارع له موضته التي يجب أن يربى عليها و المعهد أيضا له موضته التي يجب أن يدأب عليها و يُدَجَّن على أسلوبها دون تفكير في مصدرها أو آثارها النفسية و الاجتماعية ،و أول أمر يجب توفره لإنجاح هذه السياسة هو ذهنية القطيع أو الذهنية الرعوية التي لا تنتقد و لا تستفهم؟!! و الصلاة على الجنازة ... فقد ماتت امة صار هذا حال شبابها ...فما بالك بنخبة شبابها؟ دخلت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان بعد نجاحي في مباراتها، و عند بداية الدراسة فوجئت بأحد الطلبة و معه جمع غفير، يقول لطالب جديد - تحت مسمى"البيزوطاج" - "يجب عليك أن تمشي على يديك و رجليك" ... مساكين هؤلاء الطلبة ألم يكفيهم أننا و إيَّاهم نركع تحت أقدام تعليم أعلن انتحاره!!!! ثم ما هذا الفكر الغابوي أن يأتي عدد كبير من الطلبة و يتكالبوا على طالب جديد، كل يمارس ساديته و يفرغ الضغط الممارس عليه و هذا أمر مقبول لو كنا في "الغابة الوطنية للحيوانات البرية" أما و الحال غير الحال و قد كرّمنا بالآدمية و الإنسانية فهذا أمر مرفوض شكلا و مضمونا!! نشأة" البيزوطاج " عندما كنا مستعمَرين عسكريا - و لازلنا فكريا- كان يسهر على المعاهد العليا بالمغرب نخبة فرنسية هي التي كانت تنظم عملية البيزوطاج، ثم بعد أن نلنا استقلالنا الصوري انتقلت إلى المغاربة الذين بدورهم ساروا ينظمونها نقلاً عن البلد الأم - أو الأب لا أدري -فرنسا، لكن الفكرة ولدت في بيئة و صارت تطبق في بيئة أخرى في إسقاط لا مشروط شأنها في ذلك شأن الذي يلبس جلباباً في غير مقاسه، فلم تلق الفكرة نجاحا إلا في نفوس مهترئة ،ليصير طقسا شأنه في ذلك شأن طقوس تمارس في أديان أرضية لا شرعية لها غير أنها وجدت عقولا مريضة نبتت فيها ..... لكن السؤال الذي يحيّرني، هو هل غاب مبدأ التخلي قبل التحلي؟؟ بمعنى، قبل أن نتحلى بسياسة جديدة يجب علينا أن نتخلى عن أعراف و مفاسد الأخرى و نستفيد من تجاربها لا أن نأخذ مفاسدها. و الجواب الوحيد الذي وجدته هو أننا لم نتخلى أصلا حتى نتحلى. فهل عجز أصحابنا المسئولون عن المدارس العليا أو طلبتهم الذين تداولوا كراسي تلك المدارس و مقاعدها أن يأتوا بفكرة واحدة جديدة تخرجنا من عادات ومظاهر الاستعمار و منها " البيزوطاج " ؟!! و إن لم يقدروا -و تكفيهم انشغالاتهم-، فهل هم يسهرون على جيل عقيم لا يقدر أن يبدع جديدا فيكتفي باجترار فكرة مستعمِرة مستعمَرة!!! و ياله من ذل حين يجعلك خصمك تدافع عن فكرته و يا له من خزي و عار عندما تكون الفكرة جد سخيفة!! ما الهدف من " البيزوطاج "؟ يجيبني أحد الطلبة بصدق و أحيّي صدقه قائلا:"لكي نضحك" ثم يفقد عفويته ويسترسل قائلا: " أنا sup و أنت bizo " عجيب هذا الأمر، حتى هنا!!!! طبقية تُقتل فيها الأمة، فطبقة في قصور مشيدة و أخرى تأكل من القمامات، تفترش الأرض و تلتحف السماء- و من يكذبني فتكفيه نظرة للواقع المرير- كلمات بسيطة نطقها أخي الطالب و هو لا يدري معناها الحقيقي و لا حمولتها الفكرية و لا يعي أنه مبدأ واحد تتعدد شخصياته؛ ظالم/مظلوم، طالب قديم/ طالب جديد، رب عمل/عامل، فهذا المبدأ تجسيد عملي لأمراض نفسية و اجتماعية...... و لن نسمح لأي أحد بأن يحلّ عقده النفسية على حسابنا. ماذا نطلب؟ عندما نعالج قضايانا الشخصية و المصيرية و ننظر إليها من أعالي التاريخ بعين تجعل الشمولية تغطي الموضوع، عندئذ فقط يمكننا أن نقول أننا جيل يقود تغييرا في حاضره و مستقبله، لا ننخدع في فكرة سخيفة أتى بها مستعمر و جعلنا نقوم باجترارها و يسخرنا ـ كما سخَّر تعليمنا المسكين ـ لخدمتها... لذلك نطلب جيلا وطالبا يرقى لمستوى أمته، طالبا يحمل هم آخرته و هم دنياه، طالبا يعيش قضايا أمته و يتأرّق لها، فتكون دراسته بناءا في صرح كبير، نريد طالباً يرفع الجباه في زمن قلّ فيه من يرفعها. لا نريد طالبا يختبئ وراء الحائط كاللصوص ليرميك بـ" spuma" و يعقب قائلا: هذه عندنا تسمى " البيزوطاج "... و لكن المسكين لا يعرف أنها عندهم و ليس عندنا و شتان بين القولين. ختاما، ندعوا إلى فتح حوار بين مسؤولي الطلبة المنتخبين لعقد لقاءات مسؤولة ترقى لمستوى الطالب الذي ننشده، يستخرج كل واحد فيها مقترحاته لتفعيلها و إخراجها على شكل نشاطات مشتركة يكون الطالب مصدرها و المستفيد الأول منها، فللطالب الكلمة الأولى و الأخيرة و لإبداعه واسع الاحترام و التقدير. | |
|
Hamza Admin
Messages : 11 Date d'inscription : 16/09/2010 Age : 34 Localisation : ksar el kebir
| Sujet: Re: البيزوطاج و النِيَّة المبيتَّة Jeu 7 Oct - 19:35 | |
| merci pour le sujet!!! et j'espère voir ça =====> [Vous devez être inscrit et connecté pour voir ce lien] | |
|
thepunish Admin
Messages : 74 Date d'inscription : 16/09/2010 Age : 34
| Sujet: information Sam 9 Oct - 4:09 | |
| | |
|
Contenu sponsorisé
| Sujet: Re: البيزوطاج و النِيَّة المبيتَّة | |
| |
|